عقد مشروع “على أرضنا” أول دورة تدريبية للشباب في فلسطين في أواخر نوفمبر 2017، وقد بدأ تسعة عشر شابا وشابة في تعلم تقنيات تدوين التاريخ الشفهي، والتي سوف تمكنهم من تحديد والحفاظ على التراث الثقافي الحي لمجتمعاتهم، وضمان انتقال هذه المعرفة القيمة بين الأجيال. وقد أشار عضو المجلس الاستشاري للمشروع، السيد محمود سليمان، إلى أن “مجتمعاتنا البدوية لديها تراث رائع وجميل، ولكن في نفس الوقت معرض لخطر الاندثار نتيجة للصراع القائم”. وأضاف “إن من دواعي شعوري بالأمل رؤية هؤلاء الشباب يعملون للحفاظ على هذا التراث والتأكد من أن الأجيال القادمة سوف تستفيد من هذه المعرفة “.
ويعيش المشاركون في المنطقة “ج” ، والتي تعتبر من أكثر المناطق تهميشاً في الضفة الغربية، حيث تفرض إسرائيل سيطرتها العسكرية والمدنية بالكامل. وتسمح إسرائيل بالتوسع للمستوطنات اليهودية فقط والذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون الدولي، حيث يؤدي إلى منع الفلسطيين من الوصل إلى أراضيهم. وعلى وجه الخصوص، فإن هذا الوضع صعب بالنسبة للمجتمعات البدوية والتي تعتبر من أكثر الفئات تهميشا في المجتمع الفلسطيني. وقد ضمت ورشة عمل لمدة يومين شباب وشابات من منطقتين تعدان ذات اغلبية بدوية وهما شمال غور الأردن وتلال الخليل الجنوبية، تعرف خلاها المشاركون على كيفية استخدام تقنيات التاريخ الشفوي وذلك بهدف الحفاظ على التراث الثقافي الغني والحي لمجتمعاتهم.
وقد عرض المشاركون في ورشة العمل العديد من المقتنيات التقليدية والصور والوثائق كأدوات لتعزيز مشاركة التاريخ الشفوي ، وقد تم توظيف تقنيات سرد القصص والتي من شأنها أن تساعدهم على التفكير في الدور الذي يلعبه التراث الثقافي في حياتهم ، وحياة الأجيال الأكبر سنا. وبدأوا في تحديد عناصر معينة من الثقافة البدوية التي شعروا أنها معرضة للخطر بفعل الصراع القائم والتهجير الذي يتعرضوا له، بما في ذلك المنسوجات والأزياء التقليدية ، والممارسات الزراعية والألعاب التقليدية. وقد نوه أحد المشاركين الشباب بعد الجلسة الأولى ألى أنه يشعر ” بالمسؤولية لرعاية تراثنا الثقافي ونقله إلى الأجيال الشابة””.
سيشارك الباحثون الشباب خلال الأسابيع القادمة في عدد من ورش العمل التشاركية ، بقيادة مدرب التاريخ الشفوي الفلسطيني محاسن رابوص. تهدف هذه الدورات إلى تعريف المشاركين على المبادىء الأساسية لإجراء أبحاث التاريخ الشفوي، مما سوف يمكنهم من تولي زمام المبادرة في تسجيل أنشطة التراث الثقافي في مجتمعاتهم المحلية، وبالتالي تحديد بعض الجوانب من تراثهم لتلقي الدعم عبر برنامج للمنح الصغيرة. وقد صرحت مساعدة المشروع الذي ينفذه مركز الثقة والسلم والعلاقات الاجتماعية (CTPSR) ، السيدة لورا سولين، وذلك بعد انعقاد ورشة العمل الأولى “لقد كان مصدر إلهام لي رؤية الشغف لدى الشباب في التعامل مع هذا الموضوع ، ومدى سرعة تعاملهم مع التحدي المتمثل في تحديد وحماية تراثهم الثقافي”.